تجارة العبيد عبر الأطلسي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي هي مصطلح يشير إلى تجارة العبيد الذين تم نقلهم عبر المحيط الأطلنطي من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر. جلبت الغالبية العظمى من العبيد الذين نقلوا عبر الأطلنطي من أفارقة وسط وغرب القارة، لبيعهم في المستعمرات في أمريكا الشمالية والجنوبية. استخدم هؤلاء العبيد للعمل في مزراع البن والقطن والكاكاو وقصب السكر والأرز، ومناجم الذهب والفضة، وصناعات التشييد والبناء ونقل الأخشاب، والخدمة في المنازل.
وصفها المصدر |
---|
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من |
كان نقل العبيد يتم على السفن البرتغالية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والهولندية والأمريكية، حيث كان التجار يشترون العبيد من تجار العبيد الأفارقة على الساحل الأفريقي.[1] التقديرات المعاصرة لأعداد هؤلاء العبيد تقدر عددهم بحوالي 12 مليون عبد.[2] وإن كان هناك من يقدر عددهم بأكثر من ذلك بكثير.[3][4][5]
يسمى العلماء الأفارقة والأمريكيون الأفارقة تجارة العبيد أحيانًا بـ «معفا» (بالإنجليزية: Maafa)، والتي تعني «المحرقة» أو «الكارثة الكبرى» في اللغة السواحيلية. كما يسميها بعض العلماء مثل ماريمبا آني ومولانا كارينجا بـ «الهولوكوست الأفريقي». كانت العبودية أحد ثلاث عناصر في الدورة الاقتصادية في التجارة الثلاثية بين أوروبا وأفريقيا والأمريكتين.[6]
اشتملت تجارة عبيد الأطلسي أو تجارة العبيد عبر الأطلسي على نقل بشرٍ أفارقة مستعبَدين من قبل تجّار العبيد، بصورة رئيسية إلى الأمريكيتين. استخدمت تجارة العبيد طريق التجارة المثلثة وممرها الأوسط بصورة منتظمة، واستمرت منذ القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر. كانت الغالبية العظمى ممن استُعبِدوا ونُقلوا في تجارة العبيد عبر الأطلسي بشرًا من أفريقيا الغربية أو الوسطى جرى بيعهم من قبل أفارقة غربيين آخرين إلى تجار عبيد أوروبيين غربيين (أُسِر عدد قليل منهم مباشرةً من قبل تجار العبيد في غارات ساحلية)، وجلبوهم إلى الأمريكيتين. كانت تجارتي الكاريبي والأطلسي الجنوبي معتمدتين بوجه خاص على إنتاج القطن. كانت الدول الأوروبية الغربية، والتي كانت تنافس بعضها بعضًا، في أواخر القرن السابع عشر والثامن عشر، لإقامة إمبراطورياتٍ وراء المحيطات، تعدّ هذا أمرًا حاسمًا.
كان البرتغاليون، في القرن السادس عشر، أول من باشر في تجارة عبيد الأطلسي. في عام 1526، أكملوا أول رحلة عبيد عبر الأطلسي إلى البرازيل، وتبعهم أوروبيون آخرون بعد فترة قصيرة. اعتبر ملاك السفن العبيد حمولةً ينبغي نقلها إلى الأمريكيتين بأسرع وقتٍ وأرخص ثمن ممكنين، ليجري بيعهم هناك للعمل في زراعة القهوة والتبغ والكاكاو والسكر والقطن، وفي مناجم الفضة والذهب وفي حقول الأرز وفي صناعة البناء وقطع الخشب للسفن وفي العمل الذي يتطلب مهارة وكخدمٍ منزليين. في حين أن الأفارقة الأولين ممن خُطِفوا إلى المستعمرات البريطانية كانوا قد صُنِّفوا كخدمٍ بعقود مؤقتة، بحالة قانونية مماثلة للعمال أصحاب العقود القادمين من بريطانيا وأيرلندا، تعزّزت العبودية كفئة عرقية في أواسط القرن السابع عشر، مع اعتبار الأفارقة العبيد وذرّيتهم من حيث القانون ملكيّة لملاكهم، وكذلك اعتُبر الأطفال المولودين للأمهات الإماء عبيدًا أيضًا (الولد يتبع الرحم). بصفتهم ملكية، اعتُبر هؤلاء البشر بضائع أو وحدات عمل، وجرى بيعهم مع خدمات وبضائع أخرى.
الأمم المتاجرة بعبيد الأطلسي الرئيسية كانت، مرتّبةً بحسب ضخامة تجارتها، البرتغالية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والإمبراطورية الهولندية والدنماركية، إضافة إلى النرويجية على فترات متقطّعة. أسّست العديد من هذه الأمم بؤرًا استعمارية على الساحل الأفريقي حيث قامت بشراء العبيد من القادة الأفارقة المحليين. أشرف وسيطٌ على هؤلاء العبيد، أقام قرب أو على الساحل لتعجيل شحن العبيد إلى العالم الجديد. سُجن العبيد في مصنع بانتظار الشحن. تشير التقديرات الحالية إلى نحو 12 مليون إلى 12.8 مليون أفريقي أرسِلوا عبر الأطلسي على امتداد 400 عام، برغم أن العدد المشترَى من قبل التجار كان أعلى بكثير، إذ تسبب الممر بمعدل وفيات عالٍ. قرابة بداية القرن التاسع عشر سنّت حكومات مختلفة قوانين لمنع التجارة، إلا أن التهريب غير الشرعي استمر. في أوائل القرن الحادي والعشرين قدمت حكوماتٌ عديدة اعتذاراتٍ عن تجارة العبيد عبر الأطلسي.