تذوق
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التذوق هو واحد من الحواس التقليدية الخمس، وينتمي إلى الجهاز الهضمي.
التذوق هو الإحساس الناتج أو المُثار عندما تتفاعل مادة في الفم كيميائيًا مع خلايا مستقبلات التذوق الموجودة على براعم التذوق في تجويف الفم ومعظمها موجود على اللسان. لدى البشر مستقبلات تذوق على براعم التذوق وغيرها من المناطق مثل السطح العلوي للسان واللهاة. القشرة التذوقية في الدماغ هي المسؤولة عن إحساس التذوق.
يُغطى اللسان بآلاف النتوءات الصغيرة التي تسمى الحليمات، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. توجد داخل كل حليمة المئات من براعم التذوق. يستثنى من ذلك الحليمات الخيطية كونها لا تحتوي على براعم تذوق. يوجد على الجزء الخلفي والأمامي من اللسان ما بين 2000 و5000 برعم تذوق. هناك براعم أخرى على سطح الحلق والجانبين وخلف الفم وفي الحلق. يحتوي كل برعم تذوق على 50 إلى 100 خلية من مستقبلات التذوق.[1][2]
يشتمل الإحساس بالتذوق على خمسة أطعم أساسية: الحلاوة، الحموضة، الملوحة، المرارة، والأومامي. أثبتت التجارب العلمية أن هذه الأذواق الخمسة موجودة ومتميزة عن بعضها البعض. تستطيع براعم التذوق التمييز بين الأذواق المختلفة من خلال الكشف عن التفاعل مع جزيئات أو أيونات مختلفة. يحدث الإحساس بالأطعمة الحلوة والمالحة والمرة من خلال ارتباط الجزيئات بمستقبلات البروتين جي G على الأغشية الخلوية لبراعم التذوق. يحدث الإحساس بالملوحة والحموضة عندما تدخل أيونات قلوية أو أيونات الهيدروجين في براعم التذوق على التوالي.[3][4]
تساهم الأذواق الأساسية جزئيًا فقط في الإحساس بالطعام ونكهته في الفم، وتشمل العوامل الأخرى المساهمة الرائحةَ، التي تستشعرها الظهارة الشمية للأنف، والملمسَ، الذي تستشعره مجموعة متنوعة من المستقبلات الميكانيكية، ودرجةَ الحرارة، التي تستشعرها المستقبلات الحرارية، و«البرودة» (مثل المنثول) و«الحرارة» (الحِدَّة أو الحرافة)، عبر الحس الكيميائي.[5][6][7]
نظرًا إلى أن التذوق يستشعر كلًا من الأشياء الضارة والمفيدة، تُصنف جميع الأذواق الأساسية لتصنيفين رئيسين: مكروه، أو شهي، وهذا يتوقف على تأثير الطعام الذي نشعر به على أجسامنا. تساعد الحلاوة على تحديد الأطعمة الغنية بالطاقة، بينما تعتبر المرارة إشارة تحذير من السموم.[8][9][10]
تبدأ حاسة التذوق عند البشر بالتلاشي في سن الخمسين بسبب فقدان حليمات اللسان والانخفاض العام في إنتاج اللعاب. لا تشترك جميع الثدييات في نفس حاسة التذوق؛ يمكن لبعض القوارض أن تتذوق النشاء (وهو ما لا يمكن للبشر الإحساس به)، ولا يمكن للقطط أن تتذوق الحلاوة، وإن العديد من الحيوانات آكلة اللحوم، مثل الضباع والدلافين وأسود البحر، فقدت القدرة على الإحساس بأربع من حواس التذوق الخمسة التي امتلكها أجدادها.[11][12][13][14]