تسوية (سياسة)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الترضية أو التسوية في سياق دولي هي سياسة دبلوماسية لتقديم تنازلات سياسية أو مادية لقوة معادية في سبيل تجنب النزاع.[1] غالبًا ما ينطبق هذا المصطلح على السياسة الخارجية لحكومات المملكة المتحدة لرؤساء الوزراء رامزي ماكدونالد وستانلي بالدوين وأبرزهم نيفيل تشامبرلين تجاه ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية بين 1935- 1939.[2]
في بداية ثلاثينيات القرن العشرين، كان ينظر إلى هذه التنازلات بشكل إيجابي بسبب صدمة الحرب العالمية الأولى، وإعادة النظر حول المعاملة الانتقامية لألمانيا في معاهدة فرساي، وإدراك أن الفاشية شكل مفيد من أشكال مكافحة الشيوعية. ولكن حزب العمال عارض هذه السياسة مع إبرام معاهدة ميونخ في 30 سبتمبر 1938 بين ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، وكان بين المعارضين المحافظين رئيس الوزراء المستقبلي ونستون تشرشل، ووزير الدولة للحرب داف كوبر، ورئيس الوزراء المستقبلي أيضًا أنتوني إيدن. كانت سياسة التسوية مدعومةً بشدة من قبل الطبقة العليا البريطانية التي تتضمن: الأسرة الملكية، والشركات الكبيرة (التي تتمركز في مدينة لندن)، ومجلس اللوردات، ووسائل الإعلام مثل بي بي سي والتايمز.[3]
مع تزايد القلق بشأن بروز الفاشية في أوروبا، لجأ تشامبرلين إلى الرقابة على الأخبار للسيطرة على الرأي العام.[4] وأعلن بثقة بعد معاهدة ميونخ أنه ضمن «السلام لعصرنا».[5]
كانت هذه السياسات موضوع جدل مكثف لأكثر من سبعين عامًا بين الأكاديميين والسياسيين والدبلوماسيين. وتراوحت تقييمات المؤرخين من الإدانة بسبب السماح لألمانيا هتلر بالنمو بقوة أكبر، إلى الحكم بأن ألمانيا كانت قوية للغاية لدرجة أنها قد تكسب حربًا وأن تأجيل المواجهة كان في مصلحة بلادهم. وقال المؤرخ أندرو روبرتس في عام 2019، «في الواقع، إن الرأي المقبول بشكل عام في بريطانيا اليوم هو أنهم كانوا محقين على الأقل بالمحاولة. بريطانيا لم تدخل الحرب لأشهر كثيرة، معترفة بعدم الجاهزية لمواجهة ألمانيا بشكل مباشر في القتال. فقد جلست وشاهدت غزو فرنسا، ولم تتصرف إلا بعد مضي أربع سنوات».[6]