حروب استقلال أمريكا الإسبانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت حروب استقلال أمريكا الإسبانية حروبًا متعددة شُنت ضد الحكم الإسباني في أمريكا الإسبانية بهدف تحقيق الاستقلال، وقد وقعت في بدايات القرن التاسع عشر، بعد فترة قصيرة من الغزو الفرنسي لإسبانيا عام 1807 خلال الحروب النابليونية الأوروبية. على الرغم من وجود بحث على فكرة الهوية المستقلة لأمريكا إسبانية (الكريول) منفصلة عن هوية أيبيريا،[2] لم يكن الاستقلال السياسي هدفًا في البداية لمعظم شعب أمريكا الإسبانية، ولم يكن بالضرورة أمرًا حتميًا.[3] بعد استعادة الحكم من قِبل فيرديناند السابع عام 1814، ورفضه الدستور الليبرالي الإسباني لعام 1812، عزز النظام الملكي، كما الليبراليين، موقفهم تجاه ممتلكاته خلف البحار، وسعوا بدورهم بشكل متزايد للحصول على الاستقلال السياسي.[4]
حروب استقلال الإسبانية الأمريكية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حروب استقلال أمريكا اللاتينية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
|
المستقلين الأمريكان 1820 بعد
| ||||||
الوحدات | |||||||
الملكيين
قوات التحالف
الجيش البرتغالي في سيسبلاتينا (1811) |
الوطنيين
المتطوعين الأجانب
| ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
بدأت الصراعات العنيفة عام 1809 أثناء حكم المجالس العسكرية قصيرة العمر (عدد من الإدارات المحلية التي تشكلت في إسبانيا خلال حرب الاستقلال الإسبانية) التي تأسست في شوكاسيسكا وكويتو كمعارضة لحكومة المجلس العسكري الأعلى في إشبيلية. في عام 2010، ظهرت مجالس عسكرية حديثة عبر المقاطعات الإسبانية في الأمريكيتين حين سقط المجلس العسكري المركزي أثناء الغزو الفرنسي. على الرغم أن العديد من المناطق في أمريكا الإسبانية اعترضت على العديد من السياسات الملكية، «كان هناك اهتمام طفيف بالاستقلال التام؛ في الواقع كان هناك دعم واسع النطاق لحكم المجلس العسكري الإسباني المركزي الذي تأسس لقيادة المقاومة ضد الفرنسيين». في حين آمن البعض من شعب أمريكا الإسبانية أن الاستقلال كان ضروريًا، فإن معظم الذين دعموا إنشاء حكومات جديدة في البداية رأوا فيها وسائل للحفاظ على استقلال المنطقة من الفرنسيين. على مدار العقد المقبل، أقنع عدم الاستقلال السياسي في إسبانيا واستعادة الحكم المطلق تحت عهد فيرديناند السابع العديد من شعب أمريكا الإسبانية بالحاجة الملحة للاستقلال عن البلد الأم.
نشبت هذه الصراعات كحروب غير نظامية وحروب تقليدية، وكحروب التحرر الوطني والحروب المدنية. نتج عن الصراعات بين المستعمرات وبين إسبانيا أخيرًا عددًا من البلدان المستقلة الجديدة تمتد من الأرجنتين وتشيلي وبيرو في الجنوب إلى المكسيك في الشمال خلال الثلث الأول من القرن التاسع عشر. بقيت كوبا وبيتروريكا تحت الحكم الإسباني حتى الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898.ألغت الجمهوريات الجديدة منذ البداية النظام الرسمي للتصنيف العنصري والتسلسل الهرمي ونظام الكاستا ومحاكم التفتيش وصلاحيات النبلاء. لم تُلغى العبودية فورًا في جميع الدول الجديدة، إنما انتهت خلال ربع قرن. حل الكريولز (أولئك الذين من نسل إسباني لكن من مواليد العالم الجديد) والميستيزيوس (أولئك الذين من دماء أو ثقافة هندية وإسبانية) محل المعينين ممن وُلدوا في إسبانيا في معظم الحكومات السياسية. بقي الكويولز في قمة الهرم الاجتماعي الذي احتفظ ببعض معالمه التقليدية ثقافيًا، إن لم تكن قانونيًا. لحوالي قرن بعدها، ناضل المحافظون والليبراليون لعكس أو لتعميق التغيرات الثقافية والسياسية التي أطلقتها التمردات.
كانت الأحداث في أمريكا الإسبانية مرتبطة بحروب الاستقلال في مستعمرة القديس دومينغو الفرنسية السابقة في هايتي، وتحقيق الاستقلال في البرازيل. تشارك استقلال البرازيل، على وجه الخصوص، نقطة الانطلاق مع استقلال أمريكا الإسبانية، إذ نشأ كل من النزاعين بسبب غزو نابليون لشبه الجزيرة الأيبيرية، ما أجبر العائلة الملكية البرتغالية على الفرار إلى البرازيل عام 1807. حدثت ثورات استقلال أمريكا الإسبانية في البيئة السياسية والفكرية التي انبثقت من عصر التنوير وأثرت على جميع ثورات الأطلسي، من ضمنها الثورات المبكرة في الولايات المتحدة وفرنسا. من أكثر الأسباب المباشرة لحروب استقلال أمريكا الإسبانية هي التطورات الفريدة التي حدثت في مملكة إسبانيا ونظامها الملكي خلال هذا العصر.