حصار مالطا (الحرب العالمية الثانية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حصار مالطا هي حملة عسكرية وقعت أحداثها في مسرح عمليات البحر المتوسط إبان الحرب العالمية الثانية. تناحرت أثناء هذا الحصار قوات إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية الجوية والبحرية مع سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية البريطانيين بين عامي 1940 و1942 للسيطرة على جزيرة مالطة ذات الأهمية الاستراتيجية.
حصار مالطا الكبير | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من جزء من معارك الحرب العالمية الثانية | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
المملكة المتحدة |
|||||||||
القادة | |||||||||
أندرو كاننغهام |
هانس غيسلر ألبرت كسلرنغ | ||||||||
القوة | |||||||||
716 طائرة مقاتلة على امتداد فترة الحملة | حوالي ألفي طائرة على امتداد فترة الحملة | ||||||||
الخسائر | |||||||||
369 طائرة مقاتلة (في الجو) 64 طائرة مقاتلة (على الأرض) سفينة حربية واحدة حاملتا طائرات 4 طرادات 19 مدمرة 38 غواصة 2301 من أفراد سلاح الجو بين قتيل وجريح تدمير أو تضرر 30 ألف مبنى مقتل 1300 مدني |
357 طائرة ألمانية 175 طائرة إيطالية خسارة 72% من أسطول النقل التابع للبحرية الإيطالية خسارة 23% من السفن التجارية التابعة لدول المحور إغراق 2304 سفينة تجارية مقتل 17240 فردًا في عرض البحر حوالي 50 غواصة حربية ألمانية حوالي 16 غواصة إيطالية | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
أدى خلق جبهة قتال جديدة في شمال إفريقيا في منتصف عام 1940 إلى ازدياد أهمية مالطة الاستراتيجية؛ إذ صار بمقدور القوات الجوية والبحرية البريطانية المتمركزة في الجزيرة مهاجمة سفن المحور التي تنقل الإمدادات الحيوية والتعزيزات من أوروبا إلى شمال أفريقيا. ولم يلبث الفيلد مارشال إرفين رومل ـ قائد قوات المحور في شمال أفريقيا ـ أن أدرك هذه الأهمية لمالطة، فنبه في مايو 1941 إلى أن «المحور سيفقد السيطرة على شمال أفريقيا بدون مالطة».[1]
استقر قرار قوات المحور على قصف مالطة وتجويعها حتى الاستسلام بمهاجمة موانيها ومدنها وسفن الحلفاء التي تنقل إليها الإمدادات، وهو مما جعل مالطا واحدة من أكثر مناطق العالم تعرضًا للقصف بالقنابل أثناء الحرب. وقد نفذ سلاح الجو الألماني وسلاح الجو الملكي الإيطالي حوالي ثلاثة آلاف غارة جوية على مالطا خلال عامين سعيًا لتدمير دفاعات سلاح الجو الملكي البريطاني وموانئه.[2] وقد كان نجاح هذه الغارات ليكفل قيام القوات الإيطالية والألمانية بعملية إنزال برمائية مدعومة بقوات مظلية ألمانية محمولة جوًا (عملية هرقل)، غير أن هذه العملية لم يكتب لها أن تنفذ مطلقًا. وقد تمكنت قوات الحلفاء من إمداد مالطا بالدعم اللازم لصمودها، ونجح سلاح الجو الملكي البريطاني في حماية أجوائه، بعد أن تكبد خسائر هائلة في الأرواح والمعدات.
وبحلول نوفمبر 1942 كانت قوات المحور قد خسرت معركة العلمين الثانية، وكان الحلفاء قد نجحوا في إنزال قواتهم في المغرب الفرنسي (الذي تسيطر عليه حكومة فيشي) والجزائر (فيما سمي بعملية الشعلة)، فقامت قوات المحور بتحويل جهود قواتها إلى معركة تونس، مما جعل وتيرة الهجمات على مالطا تتناقص بشكل سريع حتى انتهت فعليًا في نوفمبر 1942.[3]
وفي ديسمبر 1942 بدأت قوات الحلفاء الجوية والبحرية هجومها انطلاقًا من مالطا، فنجحت ـ بحلول مايو 1943 ـ في إغراق 230 سفينة لقوات المحور في 164 يومًا، وهو أعلى معدل لإغراق السفن حققته قوات الحلفاء خلال الحرب.[4] وقد أسهم ذلك بشكل كبير في انتصار الحلفاء النهائي في شمال أفريقيا.