رحلات الكنز خلال حكم سلالة مينغ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تُشير رحلات الكنز خلال حكم سلالة مينغ إلى الرحلات البحرية السبع التي انطلق بها أسطول الكنز في عهد سلالة مينغ الحاكمة في الصين بين الأعوام 1405 و1433. أمر الإمبراطور يونغلي ببناء أسطول الكنز في العام 1403. تمخّض المشروع الضخم عن رحلات بحرية بعيدة المدى بلغت السواحل والجزر في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي وما وراءهما. كُلّف الأدميرال تشنغ خه بقيادة حملات أسطول الكنز. اكتملت ست رحلات خلال فترة حكم الإمبراطور يونغلي (الذي حكم من 1402 حتى 1424)، في حين انطلقت الرحلة السابعة في عهد شوانده (الذي حكم من 1425 حتى 1435). وصلت الرحلات الثلاث الأولى حتى مدينة كاليكوت على ساحل مليبار الهندي، ووصلت الرحلة الرابعة إلى مضيق هرمز في الخليج العربي. في الرحلات الثلاث الأخيرة، سافر الأسطول إلى شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا.
صنف فرعي من | |
---|---|
البلد | |
تاريخ البدء | |
تاريخ الانتهاء | |
بطلب من | |
الفترة الزمنية | |
المشاركون |
اتّسم الأسطول الاستكشافي الصيني بتسليحه العسكري الضخم ونقله كميات كبيرة من الكنوز، مما أظهر السطوة والثروة الصينية للعالم المعروف. جلب الأسطول العديد من السفراء الأجانب الذين عبّر ملوكهم وحكامهم عن استعدادهم لإعلان أنفسهم تابعين للصين. خلال مسير الرحلات، دمر الصينيون أسطول قراصنة تشين تسوي في فلمبان، وانتزعوا مملكة كوته السنهالية من الملك أليكشفارا، وهزموا قوات سكيندر الطامح لحكم سلطنة ساموديرا في شمال سومطرة. بسبب المآثر البحرية الصينية خضعت العديد من الدول الأجنبية لنظام التبعية ومجال النفوذ الصيني بفضل التفوق العسكري والسياسي، وهكذا دُمجت الدول في النظام العالمي الصيني الأشمل تحت هيمنة مينغ. إضافةً إلى ذلك، أعاد الصينيون تنظيم شبكة بحرية شاسعة وأحكموا سيطرتهم عليها، وضُمّت المنطقة إليها، وأصبحت دولها مترابطة على المستوى الاقتصادي والسياسي.
نُظّمت رحلات الكنز خلال عهد سلالة مينغ الحاكمة تحت قيادة وإشراف منصب خصيان البلاط الإمبراطوري، والذين استمدّوا نفوذهم السياسي بصورة كبيرة من الحظوة لدى الإمبراطور. في النظام الإمبراطوري في عهد سلالة مينغ الحاكمة في الصين، كان المسؤولون المدنيون هم أبرز المعارضين السياسيين للخصيان، والفصيل المعارض للحملات البحرية. قرابة نهاية الرحلات البحرية، حظيت الحكومة المدنية بالسلطة الأقوى ضمن جهاز الدولة البيروقراطي، وفقد الخصيان مكانتهم تدريجيًا بعد وفاة الإمبراطور يونغلي، وفقدوا صلاحية إطلاق تلك الحملات واسعة النطاق. وقد جاء توقّف الرحلات الاستكشافية بسبب المصالح الاقتصادية للنخبة ضد سيطرة الدولة المركزية على التجارة، إذ مثّل المشروع البحري عاملًا مضادًا لنسبة كبيرة من حركة التجارة الخاصة المحلية، مما أثار عداوة الأطراف التي استفادت من تلك التجارة.
طوال فترة الرحلات البحرية في أوائل القرن الخامس عشر، أصبحت الصين في عهد سلالة مينغ الحاكمة القوة البحرية الأقوى عبر بسط سيطرتها البحرية في الجنوب والغرب. ما يزال هناك الكثير من الخلاف حول مسائل تتعلق بالهدف الحقيقي للرحلات، وحجم السفن، وحجم الأسطول، والمسارات التي اتبعها، والخرائط الملاحية المستخدمة، والبلدان التي زارها، والحمولات المنقولة.[1]