ضباب جنوب شرق آسيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ضباب جنوب شرق آسيا هي أزمة تلوث هواء عابرة للحدود حدثت بشكل متكرر ومرتبط بالحرائق في منطقة جنوب شرق آسيا. تصل جودة الهواء خلال فترات تفاقم الضباب إلى مستويات خطرة بسبب التركيزات العالية للجسيمات المحمولة جواً والناجمة عن حرق الكتلة الحيوية.[1]
تسببت أحداث تفاقم الضباب على منطقة جنوب شرق آسيا في آثار صحية وبيئية واقتصادية ضارة في العديد من البلدان بمنطقة جنوب شرق آسيا.[2][3] تشتعل أزمة تفام الضباب على منطقة جنوب شرق آسيا في كل موسم جاف بدرجات متفاوتة، إذ تحدث المشكلة في المقام الأول بسبب قطع الأراضي وحرقها،[4] وتكون أسوأ بشكل عام بين شهري يوليو وأكتوبر وبشكل خاص أثناء حدوث ظاهرة التردد الجنوبي التي تُعرف باسم ظاهرة النينيو.[5]
سجُل الضباب العابر للحدود على منطقة جنوب شرق آسيا منذ عام 1972،[6] وتكرر حدوثه في أعوام لاحقة كان من أشدها بشكل خاص ضباب عام 1997، وضباب عام 2015.[7]
تعتبر ممارسات قطع وحرق الأراضي على نطاق الصناعة لتطهير الأراضي للأغراض الزراعية سببًا رئيسيًا لظاهرة تفاقم الضباب، ولا سيما بالنسبة لإنتاج زيت النخيل وعجينة الخشب في المنطقة. يحدث حرق الأراضي لأنه أرخص وأسرع مقارنة بالقطع والتطهير باستخدام الحفارات أو الآلات الأخرى.[8][9][10] بدأت الحرائق تنتشر لهذا الغرض، وتؤدي أحيانًا إلى حدوث حرائق الغابات، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. يساهم التركيز العالي للخث في التربة في زيادة كثافة الضباب وارتفاع نسبة الكبريت.
حُدّدت الحرائق في إندونيسيا (ولا سيما في جنوب جزيرة سومطرة ومقاطعة رياو في سومطرة، ومدينة كليمنتان في جزيرة بورنيو) وبدرجة أقل في كل من ماليزيا وتايلاند، باعتبارها مصادر لحدوث الضباب. يؤثر حدوث الضباب بانتظام بشكل كبير على جودة الهواء في كل من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبروناي دار السلام، كما يؤثر الضباب أيضًا، ولكن إلى حد أقل وفي السنوات الشديدة بشكل خاص، على كل من الفلبين، وتايلاند، وفيتنام، وكمبوديا، بالإضافة إلى دول من خارج المنطقة.[3]
لقد ثبت أن أحداث الضباب تسبب مشاكل صحية ووفيات في المناطق المتضررة، كما تتسبب في تعطيل النشاط الاقتصادي والتعليم حيث تضطر القطاعات إلى الإغلاق خلال أحداث الضباب لتقليل التعرض للهواء الخطير. كما أن للضباب تأثير بيئي كبير، حيث يساهم بشكل رئيسي في انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب في حدوث مشكلة الاحتباس الحراري في المنطقة ويؤثر على الحياة البرية والنظم البيئية.
يعتبر الضباب قضية دولية تسببت من قبل في إحداث توترات سياسية إقليمية، لذا بُذلت الكثير من الجهود الدولية للتخفيف من أحداث تفاقم الضباب وآثارها، وأدخلت بعض الأطر ذات الصلة للتعاون الإقليمي بين الدول الأسيوية، ولكن لا تزال هناك تحديات عديدة تعوق تنفيذ هذه الأطر، وقد فشلت جهود التخفيف في منع تكرار الضباب.