قدرة استيعابية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تُعرّف القدرة الاستيعابية أو السعة الكلية[1] أو قابلية الإعاشة[1] (بالانجليزيةCarrying capacity) للأنواع الحية في البيئة بأنها الحد الأقصى لحجم الأنواع التي تستطيع البيئة الحفاظ عليها إلى أجل غير مسمى، وذلك تبعًا لتوفر الأغذية والموائل والمياه وغيرها من الضروريات المتاحة في البيئة. وتُعرّف القدرة الاستيعابية في علم الأحياء السكاني أيضًا بأنها الحمولة القصوى للبيئة الحيوية، والتي تختلف عن مفهوم التوازن السكاني.[2] يمكن تقريب تأثير القدرة الاستيعابية على ديناميكا السكان في نموذج لوجستي، على الرغم من أن هذا التبسيط يتجاهل إمكانية تجاوز القدرة الاستيعابية الذي قد تُظهره الأنظمة الفعلية.
استُخدمت القدرة الاستيعابية في الأصل لتحديد عدد الحيوانات التي يمكن أن ترعى في قطعة أرض دون أن تدمرها. توسعت الفكرة في وقت لاحق لتشمل مجموعات أكثر تعقيدًا، مثل البشر. تعتبر المتغيرات الأكثر تعقيدًا بالنسبة للتعداد السكاني مثل الصرف الصحي والرعاية الطبية أحيانًا جزءًا ضروريًا من إقامة السكان.[3] غالبًا ما يزداد معدل الولادة وينخفض معدل الوفيات مع زيادة الكثافة السكانية. تُعرف «الزيادة الطبيعية» بأنها الفرق بين معدل الولادة ومعدل الوفيات. من الممكن أن تدعم القدرة الاستيعابية الزيادة الطبيعية الإيجابية أو قد تتطلب زيادة طبيعية سلبية. وبالتالي، فإن القدرة الاستيعابية هي عدد الأفراد الذين يمكن أن تدعمهم البيئة دون أن تشكل آثار سلبية كبيرة على كائن حي معين وبيئته. يزداد عدد السكان عادةً بشكل أقل من القدرة الاستيعابية، بينما ينخفض أكثر منها. يُعرف العامل الذي يحافظ على حجم السكان في حالة توازن بعامل التنظيم. ينخفض حجم السكان بشكل أكبر من القدرة الاستيعابية بسبب مجموعة من العوامل اعتمادًا على الأنواع المعنية، والتي يمكن أن تشمل المساحة غير الكافية أو نقص الإمدادات الغذائية أو ضوء الشمس. قد تختلف القدرة الاستيعابية للبيئة باختلاف الأنواع وقد تتغير بمرور الوقت بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك: توفر الغذاء وإمدادات المياه والظروف البيئية ومساحة المعيشة. تُعد أصول مصطلح «القدرة الاستيعابية» غير مؤكدة، إذ ذكر الباحثون بشكل مختلف أنه استُخدم «في سياق الشحن الدولي» أو أنه استُخدم لأول مرة خلال التجارب المعملية في القرن التاسع عشر مع الكائنات الحية الدقيقة.[4] وجدت مراجعة حديثة أول استخدام للمصطلح في تقرير عام 1845 من قبل وزير الخارجية الأمريكي إلى مجلس الشيوخ الأمريكي.[5]