قومية مسيحية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
القومية المسيحيَّة هي في مفهومها شكل من أشكال القومية الدينية المرتبطة في المسيحية. يركز القوميين المسيحيين في المقام الأول على السياسة الداخليَّة، مثل تمرير القوانين التي تعكس وجهة نظرهم المسيحية ودورها في الحياة السياسيَّة والاجتماعية. في البلدان التي توجد بها كنيسة رسمية، يتمسك القوميون المسيحيون، في سعيهم للحفاظ على مكانة الدولة المسيحية، بموقف يعرف باسم أنتيديسايستابلشمينتيريانيزم.[1][2][3] في السابق شدد القوميون المسيحيون على استعادة الأراضي التي ازدهرت فيها المسيحية سابقًا، تاريخياً لتأسيس دولة مسيحية في وحدة مع بلدان العالم المسيحي.[4][5]
تسعى القومية المسيحية إلى تعزيز الخطابات الدينية المسيحية والقومية في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، ومنها السياسة والتاريخ، والثقافة والعلوم؛ وفيما يتعلق بالتشريعات، على سبيل المثال، يؤيد القوميون المسيحيون قوانين يوم الأحد أو ما تعرف بالقانون الأزرق.[6] يُشجع القوميون المسيحيون التبشير بالإنجيل، وكذلك العائلات المسيحية على إنجاب المزيد من الأطفال كوسيلة لزيادة النمو السكاني للمسيحيين.[7][8] كما ويؤيد القوميون المسيحيون وجود الرموز المسيحية والتماثيل المرتبطة بها في الساحة العامة، فضلاً عن رعاية الدولة للإستعراضات الدينية، مثل الصلاة المدرسية وعرض مغارة الميلاد خلال زمن الميلاد أو الصليب المسيحي يوم الجمعة العظيمة.[9][10]
يُميل القوميين المسيحيين في أوروبا والولايات المتحدة إلى أن يكونوا من المحافظين، وتستمد القومية المسيحية قوتها من اليمين المسيحي.[11] لدى الحركات القوميَّة المسيحيَّة في الغالب هيكل قيادة معقدة، وذلك اعتمادًا على طبيعة علاقتها مع المؤسسات الكنسيَّة المحلية. بعض الحركات هي أكثر علمانية المنحى، ويشارك فيها رجال الدين بشكل رمزي وتتلقى دعم غير مباشر من قبل الهياكل الكنسيَّة المحليَّة، والبعض الآخر متأثر بشدة من قبل رجال الدين المحليين. أدى تدخل رجال الدين في مختلف الحركات القومية المسيحية منذ القرن التاسع عشر إلى تطوير شكل معين من أشكال القومية المسيحية المعروفة باسم القومية الإكليروسيَّة.[12] وغالبًا ما يتعاون القوميون المسيحيون بشكل عابر للخطوط الطائفية، مما يعزز روح المسكونية ووحدة الكنائس من أجل تحقيق أهداف معينة.[13]