محاولات إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 التي فاز فيها جو بايدن، بذل دونالد ترامب الذي كان يشغل المنصب آنذاك،[1] بالإضافة إلى حملته وممثليه والكثير من داعميه جهدًا عدوانيًا وغير مسبوق لرفض الانتخابات وإبطالها.[2][3][4][5] وُصفت محاولات إبطال الانتخابات على نطاق واسع بأنها محاولات انقلاب وتطبيق «للكذبة الكبيرة». روّج ترامب وحلفاؤه لعدد كبير من المزاعم الباطلة ونظريات المؤامرة القائلة بأن الانتخابات قد سُرقت عن طريق مؤامرة شيوعية دولية وآليات تصويت مزيفة وتزوير انتخابي.[6][7]
نبذ عدد كبير من قضاة الولايات والقضاة والفدراليين ومسؤولي الانتخابات والمحافظين والوكالات الحكومية التزوير الانتخابي[8][9][10] على أنه لا أساس له على الإطلاق. رفض العديد من الجمهوريين في الكونغرس، وكذلك المحافظين والمسؤولين المنتخبين الآخرين الاعتراف بفوز بايدن. اعترف البعض بفوز بايدن بعد إقرار المجمع الانتخابي، في حين تابع آخرون رفضهم. أجّلت إميلي ميرفي، مديرة إدارة الخدمات العامة الأمريكية، بدء مراسم الانتقال الرئاسي لجو بايدن، لكنها سمحت باستئنافها بعد عشرين يومًا من الانتخابات، وبعد ستة عشر يومًا من تخمين معظم وسائل الإعلام فوز بايدن.
صرح كريس كريبس رئيس وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (سي آي إس أيه) قائلًا بعدم وجود أي دليل على حدوث خرق لأنظمة الانتخابات، واصفًا الانتخابات بأنها «الأكثر أمنًا في التاريخ الأمريكي»، ما دفع ترامب إلى فصله بعد أيام. ردًا على مزاعم عارية من الصحة بحدوث استعانة بمصادر خارجية لفرز الأصوات، أكد كريبس أن كل الأصوات فُرزت في الولايات المتحدة. صرح نائب عام الولايات المتحدة ويليام بار في الأول من ديسمبر بأن المدعين الأمريكيين وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي قد تحروا أمر الشكاوي ومزاعم التزوير، ولم يجدوا أي دليل على التزوير على نطاق واسع بما يكفي للتأثير على نتيجة الانتخابات.[11][12][13] قال مدير الاستخبارات القومية جون راتكليف إنهم لم يعثروا على دليل على تدخل خارجي بإحصاءات التصويت. كلفت محاولات ترامب إبطال الانتخابات دافعي الضرائب 519 مليون دولار أمريكي وفق تحليل قامت به صحيفة واشنطن بوست، بما فيها 488 مليون رسومًا أمنية أثناء اقتحام كابيتول الولايات المتحدة لعام 2021 وبعده و2.2 مليون دولار أمريكي رسومًا قانونية. [14][15][16][17]
رفعت حملة ترامب وحلفاؤه ما لا يقل عن 63 دعوى قضائية في يوم الانتخابات وبعده، ولم تنجح أيها. شجع وحلفاؤه المسؤولين في الولايات الذين حصلوا على نتائج قريبة، ولا سيما أولئك الذين فاز عليهم بايدن، على التخلص من أوراق الاقتراع القانونية والطعن في إجراءات التصديق على التصويت. ضغط ترامب على وزير خارجية ولاية جورجيا «لإيجاد» الأصوات التي يحتاجها لضمان فوزه في الولاية والبالغ عددها 11.780 صوتًا في مكالمة هاتفية أجراها في بداية يناير 2021، وحث حاكم جورجيا برايان كيمب مرارًا على عقد جلسة خاصة للمجلس التشريعي لإبطال فوز بايدن المعتمد في الولاية، وقدم ترامب التماسًا مماثلًا لرئيس مجلس النواب في بنسلفانيا بعد أن صُدق على فوز بايدن في تلك الولاية.[18][19][20][21][22]
ضغط ترامب أيضًا على وزارة العدل للطعن بنتائج الانتخابات والتصريح علنًا بأن الانتخابات كانت فاسدة. قبل الانتخابات وبعدها، صرح ترامب بتوقعه أن المحكمة العليا ستحدد النتيجة، وبعد الانتخابات بحث فريقه القانوني عن طريق لعرض القضية أمام المحكمة، حيث يتمتع القضاة المحافظون بأغلبية 6 إلى 3، وثلاثة منهم عيّنهم ترامب. دعا مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، والذي أُعفي بُعيد الانتخابات، الرئيس إلى تعليق الدستور وإسكات الصحافة وإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف عسكري. طالب محامي ترامب جوزيف ديجينوفا بإعدام كريبس. خلال دعوى عزل ترامب الثانية، استقال خمس محامين مثلوا ترامب بعد ادعائهم بأن ترامب أجبرهم على ترديد مزاعم باطلة بخصوص تزوير انتخابي.[23][24][25][23][26]
في 10 ديسمبر من عام 2020، بعد أن نُبذت عدة دعاوٍ قضائيةٍ تالية، غرّد ترامب: «سيتصعّد الأمر تصعّدًا هائلًا. هذه لحظة خطيرةٌ للغاية في تاريخنا... حقيقة أن بلادنا تُسرق، أن انقلابًا يحدثُ أمام أعيننا، ليس بوسع الشعبِ تحمُل ذلك بعد الآن».[27] في اليوم التالي، رفضت المحكمة العليا الاستماع إلى قضية تكساس ضد بنسلفانيا،[28] وهي قضية أشاد بها ترامب باعتبارها «القضية الكبيرة» وساندها عدد كبير من الجمهوريين، الذين سعوا إلى إبطال النتائج في بنسلفانيا وميشيغان وجورجيا وويسكونسن، كل الولايات المتأرجحة التي فاز فيها بايدن. بعد فشل تكساس، ورد أن ترامب نظر في خيارات إضافية، بما فيها التدخل العسكري، والسيطرة على آليات التصويت واستئناف آخر في المحكمة العليا، بالإضافة إلى الطعن بفرز الكونغرس للأصوات الانتخابية في السادس من يناير 2021.[29][30][31] بحلول 30 ديسمبر، أشار عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ إلى نيتهم الاعتراض على مصادقة الكونغرس على نتائج الهيئة الانتخابية بغية إجبار المجلسين على مناقشة قبول النتائج والتصويت عليها.[32][33][34] أشار مايك بينس، الذي ترأس الإجراءات بصفته نائبًا للرئيس إلى موافقته على هذه الجهود، مصرحًا في الرابع من يناير: «أعدكم، إن جئتم هذا الأربعاء، فسنحظى بيومنا في الكونغرس». روّج ترامب وبعض من داعميه لنظرية «بطاقة بينس» باطلة تقول إن نائب الرئيس يتمتع بصلاحية رفض النتائج المُعتمدة.[35][36][37][38]
بعد أن انعقد الكونغرس للتصديق على النتائج، جمع ترامب حشدًا في حديقة ذا إيلابس. ثم حث مؤيديه على الزحف إلى مبنى الكونغرس الذي هاجموه. مات خمسة أشخاص إما قُبيل الهجوم أو في إبانه أو بعيده: أطلقت شرطة الكابيتول الرصاص على واحدٍ، وواحد مات جراء جرعة مخدرات زائدة، وثلاثة ماتوا لأسباب طبيعية. جُرح أكثر من مئة ضابط شرطة. بعد أسبوع، دُعي لعزل ترامب مرة ثانية للتحريض على العصيان، لكن برأه مجلس الشيوخ. لم يحضر تنصيب بايدن.[39] اعتبارًا من أكتوبر 2021، ما يزال ترامب مستمرًا في إصراره على أنه فاز بالانتخابات.[40][41][42]