موطن
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الموطن[1] أو المثوى[1] أو الموئل مصطلح يشير في علم البيئة إلى مجموعة الموارد والعوامل الفيزيائية والأحيائية الموجودة في منطقة ما، كالتي تدعم بقاء نوع معين وتكاثره. يمكن اعتبار موطن الأنواع تجسيدًا ماديًا لمكمنها البيئي، ولذا فإن «الموطن» مصطلح خاص بالأنواع، ويختلف اختلافًا جوهريًا عن مفاهيم مثل البيئة أو تجمعات الغطاء النباتي، والتي أكثر ما يلائمها مصطلح «نوع الموطن».[2]
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من |
قد تشمل العوامل الفيزيائية على سبيل المثال: التربة والرطوبة ومعدل درجات الحرارة وشدة الضوء. بينما تنطوي العوامل الحيوية على توافر الغذاء ووجود المفترسات أو غيابها. لكل نوع متطلباته الخاصة المتعلقة بالموطن، إذ تتمتع الأنواع عامّة الموائل بالقدرة على الازدهار في مجموعة واسعة من الظروف البيئية، بينما تتطلب الأنواع متخصصة الموائل مجموعة محدودة للغاية من العوامل للبقاء على قيد الحياة. ليس بالضرورة أن ينحصر موطن أحد الأنواع بمنطقة جغرافية، إذ يمكن للموطن أن يكون باطن جذع أو حطب متعفن أو صخرة أو كتلة من الحزازيات. إذ يجد الكائن الطفيلي موطنه في جسد المضيف أو جزء من جسد المضيف (مثل الجهاز الهضمي) أو حتى خلية من خلايا جسد المضيف.[3]
تندرج أنواع المواطن ضمن التصنيفات البيئية للبيئات المختلفة بناءً على خصائص منطقة جغرافية معينة، ولا سيما الغطاء النباتي والمناخ، لذا لا تشير أنواع المواطن إلى نوع واحد ولكن إلى أنواع متعددة تعيش في نفس المنطقة. إذ تشمل أنواع المواطن الأرضية مثلًا الغابات أو السهوب أو الأراضي العشبية أو شبه القاحلة أو الصحراوية. تشمل أنواع مواطن المياه العذبة المستنقعات والجداول والأنهار والبحيرات والبرك، بينما تشمل أنواع المواطن البحرية المستنقعات المالحة والسواحل ومناطق المد والجزر ومصبات الأنهار والشعاب المرجانية والخلجان والبحر المفتوح وقاع البحر وأعماق البحار والمنافس الحرمائية.[3]
تتغير أنواع المواطن بمرور الوقت أحيانًا، وقد تشمل أسباب التغيير حدثًا عنيفًا (مثل ثوران بركان أو زلزال أو تسونامي أو حريق هائل أو تغيير في التيارات المحيطية)، أو قد يحدث التغيير بشكل تدريجي على مدى آلاف السنين مع حدوث تغيرات في المناخ، كتزايد الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية أو تراجعها، كما تؤدي أنماط الطقس المختلفة إلى حدوث تغيرات في الهطول والإشعاع الشمسي. تنجم التغيرات الأخرى عن بعض الأنشطة البشرية التي تشمل مثلًا إزالة الغابات، وحرث الأراضي العشبية القديمة، وتحويل الأنهار وإقامة السدود، وتجفيف المستنقعات، وتجريف قاع البحر. يمكن أن يتسبب إدخال أنواع غريبة في آثار مدمرة على الحياة البرية الأصلية، من خلال زيادة الافتراس، أو التنافس على الموارد، أو من خلال إدخال الآفات والأمراض التي لا تتمتع الأنواع المحلية بمناعة ضدها.