الحرب الأهلية الإسبانية
حرب مابين الحربين العالميتين، إنتصار القوميين بدعم من ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول الحرب الأهلية الإسبانية?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
الحرب الأهلية الإسبانية (بالإسبانية: Guerra civil española) أو حرب إسبانيا (بالإسبانية: guerra de España)،[10][11][12][13] ويعرفها الإسبان بالحرب الأهلية،[14][15] هي نزاع حربي - وكان لها أيضًا تأثير مستقبلي على الأزمة الاقتصادية اللاحقة - اندلعت في إسبانيا بعد الفشل الجزئي للانقلاب الذي وقع في 17 و 18 يوليو 1936 الذي قام به جزء من القوات المسلحة ضد حكومة الجمهورية الثانية. بعد حصار المضيق والجسر الجوي اللاحق الذي تعاونت فيه ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية بسرعة، نقلت فيه القوات المتمردة من محمية المغرب إلى إسبانيا في الأسابيع الأخيرة من يوليو،[16][17] فتسبب باندلاع حربٍ أهلية استمرت إلى 1 أبريل 1939. وكانت الأطراف المتحاربة هم الجمهوريون الموالون للجمهورية الإسبانية الثانية ذوو الميول اليسارية، في تحالف مع الأناركيين من الشيوعيين والنقابيين، الذين يحاربون ثورة القوميين، وهو تحالف من الفلانخيين والملكيين والمحافظين والكاثوليك، بقيادة مجموعة عسكرية سرعان ما حقق الجنرال فرانشيسكو فرانكو دورًا متفوقًا فيها. وبسبب المناخ السياسي الدولي في ذلك الوقت، كانت للحرب جوانب متعددة، ومنها الصراع الطبقي والديني ومواجهة القوميات المتعارضة والصراع بين الديكتاتورية العسكرية والديمقراطية الجمهورية، وبين الثورة والثورة المضادة، وبين الفاشية والشيوعية.[18] وكثيرا ما يطلق عليها «بروفة» للحرب العالمية الثانية. وفي أواخر الحرب أعلن فرانسيسكو فرانكو انتصاره وإقامة ديكتاتوريته التي دامت حتى وفاته في 20 نوفمبر 1975.
الحرب الأهلية الإسبانية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من فترة ما بين الحربين العالميتين | |||||||||
فوق من اليسار باتجاه عقارب الساعة: مقاتلين من الألوية الدولية في معركة بلشيت، جرانوليريس بعد قصفها من الطيران القومي 1938، قصف مطار في المغرب الإسباني، جنود جمهوريون في حصار قصر طليطلة، جنود قوميون مع بطارية مضادة للطيران، لواء لينكون. | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الجمهوريون
|
القوميون
| ||||||||
القادة | |||||||||
| |||||||||
القوة | |||||||||
القوة في 1936:[1]
|
القوة في 1936:[4]
| ||||||||
الخسائر | |||||||||
175,000 قتلى عسكريين[7] 100,000–130,000 قتلى مدنيين داخل منطقة المتمردين[8] |
110,000 قتلى عسكريين[7] 50,000 قتلى مدنيين داخل منطقة الجمهورية[9] | ||||||||
إجمالي القتلى مابين 149,213–2,000,000[ملحوظة 7] | |||||||||
ملاحظات | |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
غالبًا ما يطلق على أطراف النزاع الجبهة الجمهورية والجبهة القومية أو المتمردون:
- تشكل الجانب الجمهوري حول الحكومة، التي أساسها الجبهة الشعبية، وتتكون بدورها من ائتلاف من الأحزاب الجمهورية - اليسار الجمهوري والاتحاد الجمهوري - مع حزب العمال الاشتراكي الإسباني، وانضم إليه الفكر الماركسي اللينيني من الحزب الشيوعي الإسباني وحزب العمال الماركسي الموحد POUM والحزب النقابي الأناركي، وفي كاتالونيا القوميين اليساريين بقيادة اليسار الجمهوري لكتالونيا، المدعومة من الحركة العمالية ونقابات UGT وCNT والتي سعت أيضًا إلى تنفيذ الثورة الاجتماعية. كما اختار الحزب القومي الباسكي الجانب الجمهوري، فقد كان الكورتيز الجمهوري على وشك الموافقة على قانون الحكم الذاتي للباسك.
- أما الجانب المتمرد الذي أطلق على نفسه اسم «الجبهة القومية»، ونقل جزء من القيادة العسكرية العليا إلى مجلس الدفاع الوطني الذي ألغي بعد إعطاء فرانسيسكو فرانكو منصب جنراليسيمو أو القائد العام ورئيس حكومة الدولة. من الناحية السياسية كان يتألف من الفاشية الإسبانية الفلانخية والكارليون واتباع الملك ألفونسو من حزب التجديد الإسباني وجزء كبير من الناخبين من سيدا الرابطة الإقليمية ومجموعات محافظة أخرى. وكان مدعومًا اجتماعيًا من الطبقات التي شعرت بخطورة فوز الجبهة الشعبية في صناديق الاقتراع؛ مثل الكنيسة الكاثوليكية التي تعرضت لاضطهاد ديني من اليسار بمجرد اندلاع الحرب، ومن صغار ملاك الأراضي الذين يخشون من «ثورة البروليتاريا». وفي المناطق الأقل تصنيعا أو مناطق الريف، دعم العديد من الفلاحين والعمال ذوي المعتقدات الدينية القوية المتمردين.[19]
بدأت الحرب بعد إعلان مجموعة من جنرالات القوات المسلحة للجمهورية الإسبانية التمرد العسكري ضد حكومة الجمهورية، حيث الجنرال إميليو مولا المخطط رئيسي للمجموعة الانقلابية، والجنرال خوسي سانخورخو رئيس صوري للمؤامرة. وكانت الحكومة في ذلك الوقت ائتلافًا جمهوريًا تدعمه الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في الكورتيس بقيادة رئيس اليسار المعتدل مانويل أثانيا.[20][21] وبعد وفاة سانخورخو ومولا ومانويل غوديد برز فرانكو بزعامته الموحدة للجانب القومي.
تم دعم الانقلاب بوحدات عسكرية في المحمية الإسبانية في المغرب وبامبلونا وبورغوس وسرقسطة وبلد الوليد وقادس وقرطبة وإشبيلية. ولكن هناك تمردات فشلت في مدن أخرى - مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا وبلباو ومالقة -، حيث بقيت تحت سيطرة الحكومة. وهذا ترك إسبانيا منقسمة عسكريا وسياسيا. فتقاتل القوميون والحكومة الجمهورية من أجل السيطرة على البلاد. وتلقت القوات القومية الذخائر والجنود والدعم الجوي من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، بينما تلقى الجانب الجمهوري الدعم من الاتحاد السوفياتي والمكسيك. في حين استمرت دول أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة في الاعتراف بحكومة الجمهورية، لكنها اتبعت سياسة رسمية بعدم التدخل. وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك عشرات الآلاف من مواطني الدول المحايدة دخلوا بشكل مباشر في النزاع. وقاتلوا في الغالب في الألوية الدولية الموالية للجمهوريين، والتي تحتوي أيضًا على عدة آلاف من المنفيين من الأنظمة الموالية للقومية.
تقدم القوميون من معاقلهم في الجنوب والغرب، واستولوا على معظم الساحل الشمالي لإسبانيا في 1937. كما حاصروا مدريد والمنطقة إلى جنوبها وغربها في أغلب فترة الحرب. بعد أن تم السيطرة على معظم كاتالونيا سنة 1938 و1939، وعزلت مدريد عن برشلونة، أصاب اليأس الجمهوريين وأصبحوا عاجزين، بعد سقوط برشلونة دون مقاومة في يناير 1939، واعتراف فرنسا والمملكة المتحدة بنظام فرانكو في فبراير 1939، والصراع الداخلي بين الفصائل الجمهورية في مدريد في مارس 1939، ثم دخول فرانكو العاصمة وأعلن النصر في 1 أبريل 1939. وقد فر مئات الآلاف إلى مخيمات اللاجئين في جنوب فرنسا.[22] أما من بقي من أولئك الذين ارتبطوا بالجمهوريين الخاسرين، فقد نالوا نصيبهم من الاضطهاد من القوميين المنتصرين. أسس فرانكو ديكتاتورية تم فيها دمج جميع الأحزاب اليمينية في هيكل نظامه.[23]
أصبحت الحرب سمة بارزة في الانقسام السياسي وفي العديد من الفظائع التي وقعت من كلا الجانبين. فجرت عمليات تطهير منظمة في الأراضي التي استولت عليها قوات فرانكو كي يتمكنوا من تعزيز نظامهم المستقبلي.[24] كما نُفذت عمليات إعدام جماعية على نطاق أقل في المناطق التي سيطر عليها الجمهوريون،[25] بمشاركة السلطات المحلية التي تختلف من مكان إلى آخر.[26][27]
ارتكب كلا من طرفي الصراع جرائم خطيرة، متهما الطرف الآخر بتلك الجرائم في الخطوط الأمامية والخلفية، مثل اعدام السجناء، والاختفاء القسري، والمحاكم خارج نطاق القضاء. قامت ديكتاتورية فرانكو بالتحقيق في الأعمال الإجرامية المرتكبة في المنطقة الجمهورية وأدانتها بشدة، حتى أنها وصلت إلى حد اعتبارها قضية عامة، وكل ذلك بضمانات إجرائية قليلة. ومن جانبهم لم يتم التحقيق في جرائم المنتصرين أو ملاحقتهم أبداً خلال نظام فرانكو، على الرغم من حقيقة أن بعض المؤرخين[28] ورجال القانون[29][30] يؤكدون أنه كانت هناك إبادة جماعية، بالإضافة إلى تخريب النظام المؤسسي، فقد جرت محاولة لإبادة المعارضة السياسية.
ميزت نتائج الحرب الأهلية التاريخ التالي لإسبانيا إلى حد كبير، بسبب طبيعتها الكارثية الاستثنائية طويلة الأمد: فكلا من معدل الوفيات والمواليد الذي ميز الهرم السكاني لأجيال والآثار المادية من تدمير المدن والهيكل الاقتصادي والتراث الفني، والمثقفين (نهاية ما يسمى العصر الفضي للأدب والعلوم) والسياسة (القمع في الجزء المدني لكلا الجانبين)، الذي حافظ عليه المنتصرون بكثافة أكبر أو أقل في جميع أنحاء دولة فرانكو، والنفي الجمهوري - والذي استمر فترة طويلة مابعد الحرب، بما في ذلك الاستثناء الجيوسياسي للحفاظ على نظام فرانكو حتى سنة 1975.