Loading AI tools
عالم باحث كاتب ناشر سوري من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
زهير الشاويش (1344- 1434 هـ/ 1925- 2013 م) عالم سوري سلفي، باحث محقِّق، وكاتب مؤرِّخ، ووجيه مجاهد، وسياسي برلماني، وقيادي إسلامي، من شيوخ الناشرين العرب، وصاحب أول مكتب تحقيق تراث في العالم العربي. امتلك مكتبة شخصية خاصَّة تعد من أكبر المكتبات الشخصية في العالم الإسلامي، فيها من نوادر المخطوطات والمطبوعات. وحصل على عدد من الجنسيات إضافة إلى جنسيته السورية، وهي الجنسية القطرية والأردنية واللبنانية.
زهير الشاويش | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 25 سبتمبر 1925 الميدان |
الوفاة | 1 يونيو 2013 (87 سنة)
بيروت |
مواطنة | سوريا قطر الأردن لبنان |
الحياة العملية | |
تعلم لدى | علي الطنطاوي، ومحمد بهجة البيطار، ومحمد بن عبد العزيز المانع، ومحمد ناصر الدين الألباني |
التلامذة المشهورون | محمد بن ناصر العجمي، وأحمد العلاونة، وأيمن ذو الغنى |
المهنة | باحث، ومحقق، وسياسي، وناشر، وكاتب |
اللغات | العربية |
موظف في | المكتب الإسلامي |
أعمال بارزة | أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب (المكتب الإسلامي، 1419هـ) |
التوقيع | |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
وُلد محمد زهير[arabic-abajed 1] بن مصطفى بن أحمد بن علي الشاويش الحسيني الهاشمي، في حيِّ المَيدان بمدينة دمشق، بتاريخ 8 ربيع الأول 1344 هـ الموافق 25 سبتمبر (أيلول) عام 1925م، لأسرة قديمة في حيِّ الميدان قدِم جدودهم من العراق وأقاموا في دمشق، وأصل نسبتهم (الحسيني) نسبةً إلى السِّبط الشهيد الحسين بن عليٍّ بن أبي طالب. ثم غلب عليهم لقب (الشاويش) نسبةً إلى جدِّهم أحمد الحسيني الذي كان يتولى تأمين قافلة الحج من دمشق إلى الحِجاز مع رجاله وهو ما يسمَّى (المَحمَل الشامي)، ويشرفون على تزويد الحجيج بالماء والطعام في الذهاب والعودة، فاشتَهَر بلقب (الشاويش).[1]
نشأ زهير في رعاية والدَين فاضلين، فأبوه مصطفى بن أحمد الشاويش (ت 1388هـ/ 1968م) كان من وجهاء حي الميدان، ومن أكابر تجَّار الشام مع العراق ومصر بالخيل المُعدَّة للسباق، وهو مجاهد شارك في جهاد المحتل الفرنسي عام 1925م. وكان بيته تَؤُمُّه الوفود من أرجاء العالم الإسلامي، والعلماءُ والوجهاء.[2] وأمُّه زينب بنت سعيد رحمون من حي الميدان أيضًا.[3]
وقد رافقَ والدَه من نعومة أظفاره في رحلاته التجارية بين البلاد العربية،[4] ولا سيما إلى مصر والعراق وبادية الشام، وعرَف في أسفاره هذه رجالات من أهل العلم والعمل والدعوة والأدب، من أمثال: الشيخ محمد الخضر حسين، وفوزان السابق، وخير الدين الزركلي، وسليمان الرميح، وعبد العزيز الحجيلان.
انتسب في المرحلة الابتدائية إلى مدرسة خالد بن الوليد في حيِّ الميدان، وشارك في مظاهرات الطلاب احتجاجًا على الاحتلال الفرنسي، بقيادة شيخ الحي محمد الأشمر، ومعه الشيخ محمد كامل القصَّاب، والشيخ محمد بهجة البَيطار، وأستاذه علي الطنطاوي.[5] وحالت الظروفُ دون إتمامه دراسته النظامية، فاعتنى بطلب العلم الشرعي، وكثرة القراءة والمطالعة، وإدمان النظر في كتب التراث الإسلامي. وحضر وهو صغير مجالسَ المحدِّث الأكبر بدر الدين الحسني وله إجازةٌ منه.[6] وأخذ عن كبار العلماء أمثال المشايخ: محمد بهجة البَيطار، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن عبد العزيز المانع.
وحصَّل عشَرات الإجازات الحديثية والعلمية من كبار علماء العصر المُسنِدين من أقطار العالم الإسلامي المختلفة، وقد زاد مشايخه في الإجازة على مئتين، من أشهرهم:
محمد جميل الشطِّي (الدمشقي)، وأحمد محمد شاكر (المصري)، وإبراهيم الراوي (العراقي)، ومحمد بن عبد الله آل عبد القادر (الأحسائي)، ومحمد البشير الإبراهيمي (الجزائري)، وعبد الوهَّاب الحافظ دبس وزيت (الدمشقي)، وعبد الله القلقيلي (مفتي فلسطين والأردن)، وعبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي (اليماني ثم المكي)، ومحمد راغب الطبَّاخ (الحلبي)، وتقي الدِّين الهلالي (المغربي)، وصلاح الدِّين بن رضا الزعيم (الدمشقي)، وسعدي ياسين الصبَّاغ (الدمشقي ثم البيروتي)، وحسين أحمد المدني (مرجع أسانيد أهل الهند)، ومحمد بن محمود الحامد (الحَمَوي)، ومحمد سعيد العَرْفي (الفُراتي)، ومحمد بن عبد العزيز المانع (القَصيمي ثم القطري)، وحبيب الرحمن الأعظمي (الهندي)، ومحمد سالم البِيحاني (العَدَني)، ونافع الشامي (الإدلبي).[3]
وتدبَّج مع آخرين (تبادلَ الإجازة، أي كل منهما يجيز الآخر)، منهم: عبد الله العقيل، وبكري الطرابيشي، وعصام العطار.
شارك زهير الشاويش وهو شابٌّ في العشرين من عمره في مقاومة الاحتلال الفرنسي عام 1945م، ثم في مقاومة الصَّهاينة والإنكليز في فلسطين عام 1948م.[7] وكان جهاده في فلسطين تحت راية الزعيم الحاج أمين الحسيني وقائد كتائب الإخوان مصطفى السباعي.[8] وصار عضوًا في جمعية التمدُّن الإسلامي، وجماعة الشبَّان المسلمين. وله مشاركةٌ فاعلة في الحركة الإسلامية مع الشيخ الدكتور مصطفى السِّباعي والأستاذ عصام العطَّار، وتبوَّأ مناصبَ قيادية رفيعة فيها، وانتُخب عضوًا في البرلمان السوري عام 1961م.[9] وكان له في البرلمان مواقفُ جريئة.[10]
سافر إلى دولة قطر عام 1956م للعمل في التعليم،[11] وأسهم في تأسيس التعليم الحديث فيها، وعمل على إدخال ما هو نافعٌ ومفيد في مناهجها ومقرَّراتها، مع تثبيت تعليم البنات ونشره بين أبناء البادية، وشارك في إنشاء المعهد الديني هناك. ونال حُظوة ومكانة لدى أميرها الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، وأصبح مستشارَه العلميَّ، واستمرَّت صلته بخلَفه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، ثم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
وكان له صلةٌ وثيقة بكبار رجالات عصره والزعماء وذوي المكانة، ولا سيَّما أمراء الخليج عمومًا، وقادة السعودية وقطر خصوصًا. ففي السعودية كان بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود مراسلاتٌ كثيرة، ثم توثقت علاقتُه بملوكها سعود بن عبد العزيز، وخالد بن عبد العزيز، وفيصل بن عبد العزيز، فضلًا عن صلته بدار الإفتاء، وغيرها من الدوائر الرسمية. وببعض أعلام الحجاز ونجد وعلمائها من مثل: الشيخ محمد نصيف، والمفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وأخيه الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن سِعدي، ومحمد بن عبد العزيز المانع، والمفتي عبد العزيز ابن باز.[12]
وحصل على عدد من الجنسيَّات هي: القطَرية، واللبنانية، والأردُنِّية، إضافة إلى جنسيَّته السورية.[3]
اهتمَّ زهير الشاويش بطباعة الكتب ونشرها منذ عام 1370هـ/ 1950م، ثم أسَّس دارًا للنشر في دمشق باسم دار السلام، وفي عام 1377هـ/ 1957م جعل اسمَها (المكتب الإسلامي)، وألحق بها مكتبًا لتحقيق التراث، وكان مقرُّها في محلَّة الحَلْبُوني، ثم اضطُرَّ مكرَهًا إلى الانتقال بها إلى بيروت عام 1382هـ/ 1963م، واستقرَّ هو في الحازمية قرب بيروت، وصارت الدار من أكبر دور النشر في العالم العربي.
وامتاز المكتب الإسلاميُّ بما نشر من كتب محققة ومضبوطة بعناية، في التفسير، والفقه، والحديث النبويِّ الشريف، والتراث السلفيِّ عمومًا ومصنَّفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة خصوصًا. وشارك الشيخُ زهير فريقَ العمل في التحقيق العلمي والتصحيح، وقدَّم لكتب كثيرة، واستقطب إلى مكتبه أفاضلَ أهل العلم من باحثين ومحققين ومصححين، منهم: محمد ناصر الدين الألباني، وعبد القادر الأرناؤوط، وشعيب الأرنؤوط، ود. محمد بن لطفي الصبَّاغ، وصالح بن أحمد الشامي، ومحمد نزار الخاني، وإسماعيل الكِيلاني، ومحمد تيسير قرَه بَلا، ومحمد حسام الدين الخطيب.
واعتمد في تحقيق كتب الفقه الحنبليِّ على عدد من الفقهاء على رأسهم: الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، والشيخ عبد القادر الحَتَّاوي (الدُّومي). وانتفع كثيرًا بنصح الشيخ المربي عبد الرحمن الباني، وعدد من الأفاضل منهم: شيخ العربيَّة أحمد راتب النفَّاخ، والأستاذ عصام العطَّار.[13]
وجمع مكتبةً شخصية ضخمة تعدُّ من كبرَيات المكتبات الخاصَّة في العالم العربي، ضمَّت عشرات ألوف الكتب المطبوعة، وأكثر من عشَرة آلاف مخطوط، فيها مصنَّفاتٌ كثيرة بخطوط مؤلفيها، ومئاتُ المخطوطات النادرة والفريدة التي لا يُعرَف نسخةٌ أخرى منها في العالم. وكانت مكتبته من مراجع خير الدين الزِّرِكْلي في كتابه الأعلام.[11] وتعدُّ سجلَّات محفوظاته الخاصَّة (الأرشيف الشخصي) من أندر السجلَّات وأثراها؛ بالرسائل والوثائق والصور وخطوط الأعلام والمشاهير. وهو من أعرف الناس بالمخطوطات العربيَّة، وله عنايةٌ بجمع تراث علماء الأسر الشاميَّة، أمثال: آل الشطِّي الحنابلة، وآل الأتاسي، وآل الكُزبَري، والعطَّار، والخطيب، والأُسطواني، وعابِدين بدمشق. وآل الشريف في القدس والخليل. وله عنايةٌ أيضًا بالمخطوطات النجدية.[14]
له الكثير من الكتب بين تحقيق، ومشاركة في التحقيق، ومراجعة وإشراف وتصحيح، منها:[15]
طالما ذكر الشيخ علي الطنطاوي زهير الشاوش في عُرض ذكرياته؛ مُثنيًا عليه وعلى فَعاله جميلَ الثناء. وفيما يلي شهاداتٌ منتزعةً من كتاب (ذكريات) للشيخ الطنطاويِّ:
وكان الطنطاويُّ يقول: الأستاذ عبد الرحمن الباني وزير المَيمَنة مع الألباني، وزهير الشاويش وزير المَيسَرة. وفيما بعد كان يقول: لولا زهيرٌ ما راجَت آراء ناصر (الألباني).
توفي في بيروت عصر يوم السبت 22 رجب 1434 هـ الموافق 1 يونيو 2013م،[27] وصُلِّي عليه في اليوم التالي الأحد في جامع الخاشقجي، ودُفن في مقابر الأوقاف الجديدة في بيروت.[28]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.