الفتح الإسلامي للغال
سلسلة من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون لِفتح بلاد الغال تحت راية دولة الخِلافة الأُمويَّة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول الفتح الإسلامي للغال?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
الفَتحُ الإسْلَامِيُّ لِلغَالِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِلغَال، وفي بعضِ المصادر خصوصًا ذات الصبغة القومية يُعرَفُ هذا الحدثُ باسمِ الفَتْحِ العَرَبِيِّ لِلغَالِ (على الرغم من أنَّ جيش المسلمين تضمن عربًا وبربرا بشكلٍ أساسي وغيرهم من العرقيات الأقل عددًا)، كما يُعرَفُ هذا الحدثُ أيضًا باسمِ الفَتْحِ الإسْلَامِيِّ لِغَالَة، وتسُميه بعض المصادر الفَتْحَ الإسْلَامِيَّ لِفرَنْسَا أو الفَتْحَ الإسْلَامِيَّ لِجَنُوبِ فرَنْسَا، وهو سلسلة من الحملات العسكرية التي قام بها المسلمون لفتح بلاد الغال وما وراء جبال البرانس بعد تمام فتح الأندلس. كانت بدايات تلك الفتوح ضرورة إستراتيجية لحماية المكتسبات الإسلامية في أيبيريا، إذ كان قسمٌ من نُبلاء القوط — سادة الأندلس السابقين — قد انسحبوا من أمام الجُيُوش الإسلاميَّة واستقرُّوا في مُقاطعة سبتمانية بِجنوب الغال، فكان لا بُد من مُلاحقتهم والقضاء على نُفوذهم تمامًا كي يستقرَّ الأمر لِلإسلام والمُسلمين في الأندلُس.[ْ 1]
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِلغَالِ | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الفُتُوحَاتُ الإسْلَامِيَّةُ | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
المملكة الإفرنجيَّة |
الدولة الأُمويَّة | ||||||
القادة | |||||||
أرطباس القوطي[من؟] ⚔ مورُنْطة البربنصي |
سليمان بن عبد الملك عبد العزيز بن موسى | ||||||
|
|||||||
تعديل مصدري - تعديل |
توغَّل المُسلمون بعد فتح سبتمانية في بلاد الغال، فتساقطت أمامهم الحُصُون والقلاع والمُدن الواحدة تلو الأُخرى، ففتحوا قسمًا من إقليم أقطانية وهزموا جُيُوش الأُمراء الإفرنج الواحد تِلو الآخر، ومال إليهم السُكَّان في بعض المُدن رغبةً منهم في التخلُّص من سُلطة النُبلاء الإقطاعيين. ولمَّا تبيَّن لِلإفرنج أنَّ بِلادهم ستسقط في يد المُسلمين تمامًا بعد أن وصلوا أسوار مدينة بَرِيش (باريس) عاصمة المملكة، اتحد الأُمراء تحت راية الدوق الأكبر فيهم، والذي كان يتولَّى نظارة البلاط الإفرنجي، المدعو قارلة مارتل (شارل مارتل)، وحاربوا المُسلمين وتمكنوا من هزيمتهم عند مدينة طُرْش (تور) في معركةٍ عُرفَت في المصادر العربيَّة والإسلاميَّة باسم «معركة بلاط الشُهداء» لِكثرة ما خسره المُسلمين من رجال. تابع المُسلمون رُغم خسارتهم فتح بعض المُدن والمناطق الغاليَّة، فسقطتْ في أيديهم مُدُنَ أَفِنْيُون ولِيُون وأوتن[غير مفهوم]، على أنَّ سيطرتهم عليها لم تدم طويلًا قبل أن تعود جميعها إلى حظيرة الإفرنج.[ْ 1] وبِحُلول سنة 759 مـ كان المُسلمون قد خسروا سبتمانية أيضًا بعد أن حوصرت قصبة هذا الإقليم، وهي مدينة أَرْبُونَة، من قِبل الملك الإفرنجي بِبِّين القصير،[ْ 1] واضطرَّت حاميتها ومن سكنها من المُسلمين الوافدين والأهالي الأصليين الذين أسلموا إلى الانسحاب نحو الأندلُس، بعد حوالي 40 سنة من دُخول الإقليم المذكور في حوزة الدولة الأُمويَّة.
توقفت مُحاولات المُسلمين لِفتح الغال خِلال ما تبقَّى من عصر الوُلاة في الأندلُس لِكثرة ما وقع من فتنٍ وثوراتٍ في البلاد وانهماك الوُلاة في إخمادها، ثُمَّ بعد سُقُوط الدولة الأُمويَّة في المشرق وقيام الدولة العبَّاسيَّة على أنقاضها، وما تبع ذلك من قيامٍ لإمارة قُرطُبة على يد آخر أُمراء بني أُميَّة عبدُ الرحمٰن الداخل، وما اتخذه من وقتٍ لتثبيت حُكمه وإرساء الأمن والاستقرار في رُبُوع الأندلس. تابع خُلفاء عبدِ الرحمٰن الداخل إرسالَ الحملاتِ العسكرية نحو الغال في سبيل دفع الخطر الإفرنجي بعيدًا عن ديار الإسلام ولِفتح ما تيسَّر من بِلاد. أصابت بعضُ تلك الحملات قدرًا من النجاح، واستقرَّ المُسلمون في عددٍ من المناطق المهجورة وفق ما تُشير إليه بعض الروايات اللاتينيَّة، كما أُشير إلى استقرار بعض المُسلمين في معابر جبال الألب الفاصلة بين إفرنجية وشبه الجزيرة الإيطاليَّة، لكنَّ هؤلاء لم يستمروا في إقامتهم في تلك المناطق، ولم تستثمرهم السلطةُ المركزيَّة في قُرطُبة، فاندثروا مع مُرور الوقت بِحَسَبِ الوثائقِ اللاتينية نتيجةَ انقطاعِ صلاتهم مع الأندلس. وفي عهد الحاجب المنصور، جرت آخر مُحاولات التوغُّل في الغال دون أن تُصيب نجاحًا مُهمًا، وسُرعان ما توقفت بعد سُقُوط الخِلافة الأُمويَّة الأندلُسيَّة وانقسام البلاد إلى عدَّة ممالك. ترك الفتحُ الإسلامي لِلغال آثارًا ثقافيَّة بارزة على الغال والغاليين، إذ تأثَّرت اللُغة القسطانيَّة بِاللُغة العربيَّة بِشكلٍ واضح، كما كان لِتلك الحملات أثرٌ أذكته الكتابات المسيحيَّة واستُخدِم في توجيه الإفرنج نحو ضرورة قتال المُسلمين بعد قُرونٍ خِلال زمن الحملات الصليبيَّة.