باطنية غربية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الباطنية الغربية (بالإنجليزية: Esotericism) أو التقليد الباطني الغربي[1] (أيضًا التقاليد الغربية المحكمة والصوفية الغربية والتقليد الغربي الداخلي والتقاليد الغامضة الغربية) هي مصطلح صنف العلماء ضمنه مجموعة واسعة من الأفكار والحركات المرتبطة بشكل فضفاض مع بعضها والتي تطورت ضمن المجتمع الغربي.
تطورت فكرة جمع طيف واسع من التقاليد والفلسفات الغربية مع بعضها، ضمن مجموعة تُعرف الآن بالباطنية، في أوروبا خلال نهايات القرن السابع عشر. تناقش عدة أكاديميين حول كيفية تعريف الباطنية الغربية مع عدة اقتراحات مختلفة. تبنى إحدى النماذج العلمية تعريفه للباطنية من عدة مدارس فكرية للتعاليم الباطنية ذاتها، إذ عامل الباطنية بصفتها تقليدًا خالدًا مخفي وداخلي. ترى وجهة نظر ثانية الباطنية بصفتها فئةً تشمل حركات تعتنق رؤية سحرية عالمية في مواجهة رؤية التحرر من السحر المتزايدة. وهناك رؤية ثالثة ترى الباطنية الغربية بصفتها فئةً تشمل كل المعرفة المرفوضة للثقافة الغربية التي لا تقبلها المؤسسة العلمية أو السلطات الدينية الأرثوذكسية.
ظهر التقليد المبكر الذي صنفته التحليلات اللاحقة بصفته شكلًا من الباطنية الغربية في شرق المتوسط خلال فترة العصور القديمة المتأخرة حيث تطورت الهرمسية والغنوصية والأفلاطونية المحدثة بصفتها مدارس فكرية متميزة عمّا أصبح لاحقًا التيار المسيحي. شهد عصر النهضة الأوروبي اهتمامًا متزايدًا بتلك الأفكار القديمة إذ جمع مثقفون عدة الفلسفات الوثنية مع القبالا والفلسفة المسيحية ما أنتج ظهور حركات باطنية مثل المسيحية الثيوصوفية. شهد القرن السابع عشر تطور المجتمعات الأولية التي اعتنق ساكنوها المعرفة الباطنية مثل الصليب الوردي والماسونية، بينما أدى عصر التنوير في القرن الثامن عشر إلى تطوير أشكال جديدة من الفكر الباطني. شهد القرن التاسع عشر ظهور اتجاهات جديدة في الفكر الباطني التي أصبحت معروفة بالتنجيم. من بين الجماعات البارزة في هذا القرن الجمعية الثيوصوفية وجماعة الفجر الذهبي الهرمسية. تطورت الوثنية الجديدة ضمن التنجيم وتضمنت حركات دينية مثل الويكا. انتشرت الأفكار الباطنية في ثقافة الستينيات المضادة ولاحقًا في النزعات الثقافية التي ظهر عنها ظاهرة العصر الجديد في سبعينيات القرن الماضي.
رغم أن الفكرة التي يمكن تصنيف تلك الحركات المتنوعة تحت باب التعاليم الباطنية الغربية تطورت في نهايات القرن الثامن عشر، تم تجاهل تلك التيارات الباطنية بصورة كبيرة كموضوع للتحقيق الأكاديمي. لم تظهر الدراسة الأكاديمية للباطنية الغربية إلا في أواخر القرن العشرين والتي طورها للمرة الأولى علماء مثل فرانسيس ييتس وأنطوان فايفر. ساهمت الأفكار الباطنية، من ناحية أخرى، في التأثير على الثقافة الشعبية التي ظهرت في الفن والأدب والسينما والموسيقى.